كيف نال المغرب تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 رغم ترشيح الجزائر

أضيف بتاريخ 11/26/2025
عبر جون أفريك

في 27 يونيو 2023، أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في القاهرة إسناد تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 إلى المغرب، بعد أن سحبت زامبيا ونيجيريا وبنين ملفاتها عقب لقاء مع رئيس الاتحاد الإفريقي باتريس موتسيبي. القرار بُرّر بمبدأ “التضامن” مع المغرب المرتبط بمشروع استضافة مونديال 2030 مع إسبانيا والبرتغال، لتصبح الرباط المرشح الوحيد عمليًا، فيما أعلنت الجزائر لاحقًا التركيز على إعادة تنظيم كرة القدم محليًا.



رغم أن الجزائر رفعت من حظوظها باستضافة بطولات مثل “شان 2023” وكأس أمم إفريقيا تحت 17 سنة، وبنت وأعادت تأهيل ملاعب في الجزائر ووهران وقسنطينة وتيزي وزو، فإن الانسحاب فُسّر داخل أوساط كرة القدم الإفريقية بأنه نتيجة عزلة دبلوماسية وكلفة سياسية عالية لملف الترشح. تصريحات فنية محلية تحدثت عن شعور مبكر بأن التصويت يميل للمغرب رغم “صلابة” الملف الجزائري.

تفوق المغرب لم يكن محض بنية تحتية فقط. منذ وصول فوزي لقجع إلى رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، توسعت “الدبلوماسية الرياضية” بدعم من محمد السادس: شراكات مع أكثر من أربعين اتحادًا إفريقيًا، واستضافة منتخبات لا تمتلك ملاعب معتمدة من الاتحاد الإفريقي، وشبكات تأثير نسجت على مدى سنوات. هذا العمل شبكاتي يمنح نقاطًا حاسمة عند التصويت داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

عامل الجاهزية لعب دوره كذلك: ملاعب حديثة، قدرات فندقية ونقل جوي، وتجربة في إدارة الأحداث الكبرى مع تدفق السياح، كلها عناصر عززت ثقة الاتحاد الإفريقي. وبينما سبق للمغرب أن اعتذر عن تنظيم نسخة 2015 بسبب وباء إيبولا، فإن العودة بتنظيم 2025 تعكس مراكمة خبرة وبناء صورة بلد قادر على استضافة كرة إفريقيا في سياق تنافسي شديد.

بهذا الخليط من البنية التحتية، واللوبي الرياضي، والدعم السياسي، حسم المغرب سباق تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، فيما ترك انسحاب الجزائر أسئلة عن أولوياتها الداخلية ومسارها الدبلوماسي الرياضي في القارة.