ثقة راسخة في بوينغ: لماذا تبقى الخطوط الملكية المغربية وفية لشريكها التاريخي؟

أضيف بتاريخ 06/17/2025
مدونة المغرب

يواصل رئيس مجلس إدارة الخطوط الملكية المغربية، عبد الحميد أدو، التعبير عن ثقته في شركة بوينغ الأميركية كشريك رئيسي لتطوير أسطول الشركة. ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الطيران العالمي، لا سيما مع التأخيرات المتكررة في تسليم الطائرات الجديدة. ويأتي هذا الموقف في سياق خطة تهدف إلى مضاعفة حجم الأسطول أربع مرات بحلول عام 2037، ليصل إلى نحو 200 طائرة. في خطوة تعكس التطلع إلى تعزيز مكانة المغرب كمركز إقليمي متنامي للطيران المدني.



رغم الإقرار بوجود تأخيرات في تسليم الطائرات تصل أحياناً إلى 15 أو 18 شهراً بسبب اضطرابات في سلسلة الإمداد أو إضرابات العمال لدى بوينغ، إلا أن أدو يرى أن جميع شركات الطيران العالمية تواجه نفس التحديات. ويؤكد أن الخطوط الملكية المغربية تتعامل مع هذه الظروف بنفس منطق الشركاء الدوليين، مع الحفاظ على التفاؤل حول مستقبل التعاون مع بوينغ، خاصة بعد استلام ثلاث طائرات من طراز بوينغ 737 ماكس خلال الأيام الأخيرة، وتوقع تسلم سبع طائرات أخرى قبل نهاية العام الجاري.

تستند استراتيجية الخطوط الملكية المغربية في هذا المسار إلى عدة عوامل رئيسية. أبرز هذه العوامل هو العلاقة التاريخية مع بوينغ التي تمتد لأكثر من سبعة عقود. كما توفر الخطوط الملكية المغربية على خبرة واسعة في التعامل مع طائرات هذا الصانع، ما يسهل عمليات الصيانة والتدريب والتوافق التشغيلي. يأتي الاختيار الاستراتيجي لبوينغ في إطار سعي الشركة لتطوير تجربة الركاب. عبر تحديث مقصورة الدرجة الأولى في طائرات بوينغ 737 لتكون متوافقة مع معايير الرحلات الطويلة، ما يضمن تجربة سفر متميزة على جميع المسارات.

في المقابل، لا تغفل الخطوط الملكية المغربية عن أهمية تنويع مصادر الأسطول. حيث تعمل على إبرام صفقات مع شركة إيرباص الأوروبية لاقتناء نحو عشرين طائرة من طراز A220. هذه الخطوة تهدف إلى تحقيق التوازن الدبلوماسي والاقتصادي، وتجنب الاعتماد الكلي على صانع واحد، مع الاستفادة من مزايا كل شركة من حيث الكفاءة وتقنيات الطيران الحديثة.

يأتي هذا التوجه ضمن رؤية أوسع لتعزيز الربط الجوي بين المغرب وأسواق جديدة في أفريقيا وأميركا الشمالية وآسيا، تماشياً مع النمو السريع للسياحة في المملكة. حيث استقبلت أكثر من 17 مليون سائح عام 2024، وتستهدف استقطاب 26 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030. كما أن هذه الاستراتيجية تدعم موقع المغرب كوجهة سياحية عالمية، وتساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة في قطاع الطيران والخدمات المرتبطة به.

بالإضافة إلى ذلك، يحظى التعاون مع بوينغ ببعد صناعي مهم. حيث يساهم في تطوير قدرات القوى العاملة المغربية عبر برامج تدريب متقدمة للطيارين والفنيين والمهندسين، ما يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للصناعة الجوية والتقنيات الحديثة. كما أن الشراكة مع بوينغ تفتح مجالات جديدة للتعاون في مجالات الطاقة النظيفة والتحول البيئي، في ظل توجه عالمي نحو طيران أكثر استدامة.

رغم التحديات التي تواجه صناعة الطيران، تبقى الخطوط الملكية المغربية وفية لشراكتها مع بوينغ، مع الحرص على التكيف مع المتغيرات العالمية وتنويع مصادر الأسطول، في مسار طموح يضع الشركة في قلب التحولات الكبرى لقطاع الطيران الإقليمي والعالمي.