من رجل عسكري إلى أب الاستقلال: سي بكاي، الرجل الذي فاوض على حرية المغرب

أضيف بتاريخ 04/12/2025
مدونة المغرب


 

"لم يبكِ عندما تم سجنه من قبل الألمان، ولا حتى عندما تم بتر ساقه. ولكن في 20 أغسطس 1953، انهمرت الدموع عند إعلان نفي السلطان محمد بن يوسف." وهكذا تصف نعيمة لحبيل تاجمواتي والدها، السي بكاي بن مبارك لحبيل، في كتابها الأخير "من هو السي بكاي" الذي تم تقديمه يوم الجمعة الماضي في باريس.

تجربة هذا الرجل، المولود في بركان عام 1907، تجسد تعقيد العلاقات الفرنسية المغربية في القرن العشرين. "كان السي بكاي يعرف فرنسا من الداخل"، تشرح ابنته خلال لقاء في مؤسسة البيت المغربي. تلقى تعليمه في المدرسة العسكرية بمكناس، وشارك إلى جانب الفرنسيين في قتال النازيين في عام 1940، قبل أن يتم أسره وبتر ساقه.

تلك التجربة تصنع رجلًا قادرًا على تقديم "خطاب متوازن ومنفتح"، مما يقوده بشكل طبيعي ليصبح أول رئيس حكومة للمغرب المستقل في عام 1955. "كان يعلن بشجاعة ودون ملل عن أخوته لفرنسا بينما يبقى loyal للمغرب"، تسلط الكاتبة الضوء على "دفتر عناوين لا يصدق" في المجالات المالية والسياسية والإعلامية الفرنسية.

قدّر مصير السي بكاي من خلال صدمة الطفولة: في سن السابعة، شهد بلا حول له على اختطاف والده، زعيم قبلي من بني سنوس، المعارض للاحتلال الفرنسي. لكن هذا الجرح الشخصي لم يؤثر على قدرته على بناء الجسور بين الأمة، حتى وقع مع باريس معاهدات الاستقلال في 2 مارس 1956 وفي مدريد في 7 أبريل.

الكتاب، الذي سيتم قريبًا تحويله إلى قصة مصورة، يدخل ضمن جهود أكبر لنقل التاريخ المغربي للأجيال الشابة. "تم كتابة هذا الكتاب لتعريف الناس بتاريخ المغرب من خلال شخصيات رئيسية"، توضح نعيمة لحبيل تاجمواتي، أستاذة في الاقتصاد وعضو مجلس إدارة الصندوق الدولي للترويج للثقافة في اليونسكو.