فاطمة الفهرية: رائدة التعليم ومؤسسة أقدم جامعة في العالم

أضيف بتاريخ 03/04/2025
مدونة المغرب

"العلم نور، والجهل ظلام، ومن أراد أن يضيء طريقه فعليه بالعلم" - حكمة تجسد روح فاطمة الفهرية وإرثها الخالد.



تتجلى عظمة التاريخ الإسلامي في قصة امرأة استثنائية غيرت وجه التعليم العالي إلى الأبد. فاطمة الفهرية، تلك المرأة التونسية الأصل التي استقرت في المغرب، أسست جامعة القرويين في مدينة فاس عام 859 ميلادية، لتصبح أقدم جامعة لا تزال تعمل في العالم، وفقاً لموسوعة غينيس للأرقام القياسية ومنظمة اليونسكو.

وكما تشير المصادر التاريخية، ومنها موقع السفارة المغربية في الصين، فإن فاطمة الفهرية استثمرت ميراثها في بناء مسجد ومدرسة إسلامية تحولت مع مرور الوقت إلى منارة علمية جذبت العلماء والطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي وخارجه، مؤسسة بذلك صرحاً تعليمياً فريداً من نوعه.



شهد العصر الذهبي للإسلام ازدهار جامعة القرويين كمركز للتعليم المتقدم، حيث قدمت دروساً في علوم متنوعة كالفقه والرياضيات والطب والفلك. ومن أشهر خريجيها العالم ابن خلدون، الذي يعتبره كثيرون مؤسس علم الاجتماع الحديث. واليوم، تواصل الجامعة تركيزها على العلوم الدينية والشرعية، مع تقديم مناهج حديثة تشمل تعليم اللغات الأجنبية كالفرنسية والإنجليزية.

لا يزال إرث فاطمة الفهرية حياً في عصرنا الحاضر، يشهد على دور المرأة الريادي في نشر العلم والمعرفة، ويلهم الأجيال المتعاقبة. ولعل أبرز ما يميز قصتها هو أنها تجسد حقيقة خالدة: أن العلم لا يعرف حدوداً جغرافية أو اجتماعية.