تتطلع مدينة إفران المغربية إلى أن تصبح نموذجًا عالميًا في مجال الاستدامة البيئية من خلال الحصول على اللقب الدولي "مدينة نظيفة 100%". هذا ما أعلنه معاذ الجامعي، والي جهة فاس-مكناس وعامل عمالة فاس، خلال اجتماع تواصلي عُقد مؤخرًا في إفران.
وأكد الجامعي أن الهدف هو جعل إفران مثالاً للتميز البيئي، مع التركيز بشكل خاص على الحصول على شهادة دولية تحت مسمى "إفران، المدينة النظيفة". ولتحقيق هذه الرؤية الطموحة، شدد على ضرورة تحفيز الاستثمار في القطاعات الخضراء، مثل المركبات وسيارات الأجرة الصديقة للبيئة، معلنًا عن النية في جعل وسائل النقل العام في إفران نظيفة بنسبة 100%.
وقال الجامعي: "هذه استراتيجية شاملة تركز على حماية البيئة واحترام الطبيعة"، مؤكدًا العزم الراسخ على وضع إفران كمرجع عالمي في مجال التنمية المستدامة. وأضاف أن الهدف من هذا الاجتماع التواصلي هو استكشاف الفرص الواعدة التي تقدمها المنطقة ومناقشة سبل تعزيز جاذبيتها لجذب المزيد من الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أعلن الجامعي عن تخصيص 5.5 مليار درهم بين عامي 2015 و2023 لمشاريع البنية التحتية والقطاعات الاجتماعية والتنمية البشرية. أما بالنسبة للاستثمار الخاص، فقد أشار إلى أن اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار (CRUI) قد وافقت على مشاريع بقيمة 1.1 مليار درهم منذ عام 2022، مع تسارع وتيرة الاستثمار في الربع الأخير من عام 2024.
من جانبه، أكد إدريس مصباح، عامل إقليم إفران، على الطابع البيئي الاستثنائي للإقليم، مع أراضيه الرطبة المدرجة في قائمة رامسار، وغاباته الشاسعة الغنية بالتنوع البيولوجي، وتراثه الثقافي والحرفي الثري. وأشار إلى أن إفران تعد وجهة مفضلة للسياحة البيئية والأنشطة الرياضية والسياحة الطبية، بطاقة استيعابية تبلغ 3,818 سريرًا و5,680 مساحة للتخييم.
كما سلط الضوء على الطابع الزراعي للمنطقة، مع 72,000 هكتار من الأراضي المزروعة، معظمها أشجار التفاح والكرز، مما يجعل إفران المنتج الرئيسي لهذه الفواكه في المنطقة. وذكّر مصباح بأن إفران صُنفت كثاني أنظف مدينة في العالم في عام 2016 ومن بين أجمل المدن في إفريقيا في عام 2023.