كان فيليب بونيفاس أحد كبار مسؤولي الحماية الفرنسية في المغرب خلال مرحلة حرجة من تاريخ البلاد. اشتهر بأساليبه الصارمة وتأثيره الكبير على الإدارة الاستعمارية، وساهم بشكل رئيسي في فرض السياسات التي أدت إلى خلع السلطان محمد الخامس في 20 غشت 1953. فقد عمل بونيفاس كقائد لمنطقة الدار البيضاء، وكان مقرباً من المقيم العام الفرنسي في المغرب، وخاصة الجنرال أوغستان غيوم، وشكل أحد العناصر الأساسية في التخطيط وتنفيذ عملية الإطاحة بالسلطان
تميز بونيفاس بموقفه الرافض لأي دور سياسي للسلطان، وسعى باستمرار إلى تهميش محمد الخامس وحصره في وظيفة رمزية دون تأثير فعلي على الواقع السياسي. اعتمد على التحالف مع قوى تقليدية مغربية وأطراف استبدادية مثل باشا مراكش ثامي الغلاوي، إلى جانب بعض الزوايا الدينية المؤيدة للنظام الاستعماري، لتقويض مكانة السلطان وتعزيز هيمنة الإدارة الفرنسية على الشأن المغربي
خلال السنوات التي سبقت عملية الخلع، شهد المغرب أحداثاً دامية ارتبطت باسم بونيفاس، حيث قمع بقسوة احتجاجات واستعمل نفوذه لزعزعة استقرار البلاد وإضعاف الحركة الوطنية. culminated دوره يوم 20 غت 1953، عندما تم نفي السلطان وعائلته، وتعيين محمد بن عرفة سلطاناً شكلياً، في محاولة لتكريس مشروع الحماية والاستمرار في السيطرة الفرنسية على المغرب. غير أن هذه السياسات لم تحقق هدفها؛ بل زادت من قوة الحركة الوطنية، وعززت وحدة الشعب المغربي مع ملكه الشرعي، معتبرةً يوم الخلع بداية "ثورة الملك والشعب" التي انتهت بعودة الملك وإعلان استقلال البلاد في 1956
ومع انهيار المشروع الاستعماري، فقد بونيفاس نفوذه، واضطر لمغادرة منصبه في الدار البيضاء أواخر عام 1953. ظل اسمه مرتبطاً بفترة الاستعمار وممارساته القمعية، إلا أن النهاية كانت لصالح حركة الاستقلال ووحدة الشعب المغربي.