كسكس المحبة: مغربية تنشر البهجة في شوارع باريس

أضيف بتاريخ 05/28/2025
مدونة المغرب


في قلب العاصمة الفرنسية باريس، تبرز مبادرة إنسانية فريدة تجسد روح الكرم المغربي الأصيل. مواطنة مغربية مقيمة في باريس اختارت أن تجعل من طبق الكسكس، رمز الضيافة المغربية، جسراً للتواصل والتضامن بين سكان المدينة. هذه السيدة الكريمة تواظب، وبكل سخاء، على تحضير وتوزيع وجبات الكسكس مجاناً في أحياء مختلفة من باريس، دون انتظار مقابل أو شهرة.

مبادرتها لم تمر دون أن تثير إعجاب وتقدير سكان الأحياء التي تزورها، حيث أصبح حضورها موعداً أسبوعياً ينتظره الكثيرون، خاصة من هم في وضعية هشاشة أو عزلة اجتماعية. فالكسكس ليس مجرد طبق تقليدي، بل هو مناسبة لتجميع الناس حول مائدة واحدة، وتبادل الأحاديث والابتسامات، واسترجاع دفء الروابط الإنسانية التي قد تبهت في صخب الحياة الباريسية.

اللافت أن هذه المبادرة لقيت صدى واسعاً حتى خارج الدوائر المحلية، حيث خصص لها التلفزيون الفرنسي France 2 تقريراً ضمن نشرة أخباره الرئيسية، مسلطاً الضوء على هذا العمل النبيل الذي يعكس صورة إيجابية عن الجالية المغربية في فرنسا. التقرير أبرز كيف أن هذه المواطنة المغربية استطاعت، من خلال عملها التطوعي، أن تزرع الفرح في قلوب العشرات، وأن تكرّس صورة المغرب كبلد للكرم والتسامح والانفتاح، خاصة وأن المطبخ المغربي يُعتبر من الأغنى والأكثر شهرة في العالم، ويحتل مكانة مميزة في قلوب الفرنسيين.

مبادرة هذه السيدة ليست الأولى من نوعها، لكنها تكتسب رمزية خاصة في زمن تتزايد فيه تحديات العيش المشترك في المجتمعات الكبرى. فهي تذكر الجميع بأن أبسط أشكال التضامن، مثل مشاركة وجبة تقليدية، قادرة على بناء جسور الثقة والتآزر بين الثقافات والشعوب، وأن الكرم المغربي يظل عنواناً للأمل والتقارب أينما حل.