التضامن الطاقي بين المغرب وإسبانيا: كيف أصبحت المملكة المغربية المنقذ خلال الانقطاع الكهربائي الكبير

أضيف بتاريخ 05/02/2025
مدونة المغرب


سيبقى يوم الاثنين 28 أبريل علامة فارقة في تاريخ العلاقات الطاقية المغربية الإسبانية. فبينما كانت إسبانيا تعاني من انقطاع كهربائي غير مسبوق، حول المغرب التهديد إلى فرصة. المملكة، التي كانت تستورد في البداية 778 ميغاواط من الكهرباء الإسبانية، تكيفت بسرعة لتصبح مزوداً أساسياً في حل هذه الأزمة.

"لا وجود لخطر صفر في انقطاع الكهرباء"، يؤكد يونس معمر، المدير العام السابق للمكتب الوطني للكهرباء المغربي. هذا الدرس في التواضع تجسد عندما نجح المغرب في تصدير 519 ميغاواط إلى إسبانيا، وهو ما يمثل 11.5٪ من إنتاجه المتاح، في لحظة حرجة.

لم تكن سرعة رد فعل المغرب وليدة الصدفة. فبفضل ثلاثة عقود من الربط الكهربائي بين البلدين، مكنت البروتوكولات الأوتوماتيكية من تجنب تأثير الدومينو الكارثي. قام المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) على الفور بزيادة إنتاجه، خاصة من محطات الفحم، مع تحسين إنتاج الطاقة الكهرومائية.

وأكد بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، على أهمية هذه المساعدة قائلاً: "كان تضامن المغرب وفرنسا حاسماً في استعادة النظام تدريجياً". يستند هذا التعاون إلى خطي ربط بقوة 400 كيلوفولت، تم تركيبهما عام 1998، بقدرة إجمالية تبلغ 1400 ميغاواط.

يواصل المغرب استراتيجيته للاستقلال الطاقي دون عزل نفسه. كما يشرح معمر: "الاستقلال الطاقي لا يعني الاكتفاء الذاتي. إنه يعتمد على تنويع المصادر وتعزيز البنية التحتية لنقل الطاقة". تتجسد هذه الرؤية بشكل خاص من خلال التطوير المكثف للطاقات المتجددة، مع 56 مشروعاً جديداً تمت الموافقة عليها في السنوات الأخيرة.

تعد محطة نور 3 للطاقة الشمسية الحرارية، القادرة على تزويد أكثر من مليون منزل مغربي بالكهرباء، مثالاً مثالياً على هذا الطموح. هذه المنشأة بقدرة 150 ميغاواط، الواقعة في المجمع الشمسي بورزازات، تمثل أحد أبرز إنجازات التحول الطاقي المغربي.



المصادر: تقرير أصلي لـ فرانسيسكو كاريون لصحيفة إل إندبندينتي، مع معلومات إضافية من صحيفة لوديسك المغربية.