يتحدث المغاربة اليوم لغة تجمعهم وتوحدهم، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن جميع المغاربة يتحدثون الدارجة المغربية، فيما يعتبرها 94% منهم لغتهم الأم، مما يؤكد تجذرها في النسيج الاجتماعي المغربي بمختلف فئاته.
وتكشف دراسات حديثة أن الدارجة أصبحت اللغة المهيمنة في الحياة اليومية للمغاربة، من الشارع إلى وسائل الإعلام، ومن المسرح إلى الإعلانات التجارية. وتمتاز هذه اللغة بقواعدها الخاصة وقدرتها على توليد المفردات، مما يميزها عن العربية الفصحى واللهجات العربية الأخرى.
وفي المقابل، تظهر الأرقام الرسمية أن 29% فقط من المغاربة يتحدثون العربية الفصحى بطلاقة، رغم أنها اللغة الرسمية للإدارة والتعليم. ويفضل 73% من المغاربة استخدام العربية الفصحى في التعليم، لكن واقع استخدامها في الحياة اليومية يبقى محدوداً.
أما الأمازيغية، التي أصبحت لغة رسمية منذ دستور 2011، فيستخدمها حوالي 25% من المغاربة، وترتفع هذه النسبة في المناطق القروية إلى 33.3% مقابل 19.9% في المدن. وتشير إحصائيات 2024 إلى أن 18.9% فقط من المغاربة يعتبرون الأمازيغية لغتهم الأم.
ويطالب خبراء اللغة والثقافة بالاعتراف الرسمي بالدارجة كلغة قائمة بذاتها، مؤكدين أن استخدامها في التعليم الأولي قد يسهل عملية التعلم لدى الأطفال. ورغم عدم وجود معايير موحدة للكتابة والتدريس بالدارجة، إلا أنها تفرض نفسها كلغة التواصل الأساسية في المجتمع المغربي.