يعرف الاقتصاد العالمي تحولاً جذرياً نحو السياسات الحمائية، حيث أعلنت الولايات المتحدة مؤخراً فرض رسوم جمركية بنسبة 10٪ على الواردات المغربية اعتباراً من أبريل 2025. وفي خضم هذه التحديات، يقدم عبد المالك العلوي، رئيس مجموعة جيبارد والمعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، تحليلاً مميزا للوضع الراهن.
تشير توقعات البنك الدولي إلى نمو الاقتصاد المغربي بنسبة 3.6٪ في عام 2025، في حين
تتوقع المندوبية السامية للتخطيط نمواً بنسبة 3.8٪. لكن العلوي يحذر من الاعتماد على التوقعات قصيرة المدى، مؤكداً أهمية التركيز على المقومات الأساسية للمملكة.
يواجه المغرب تحدي "فخ الدخل المتوسط"، حيث يجد نفسه في منافسة مع اقتصادات منخفضة التكلفة من جهة، واقتصادات عالية الابتكار من جهة أخرى. لكن المملكة تمتلك مزايا استراتيجية مهمة، أبرزها موقعها الجغرافي المتميز وعلاقاتها المتوازنة مع مختلف القوى العالمية.
يعزز المغرب موقعه كشريك استراتيجي في منطقة الساحل، مستفيداً من مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل خط أنابيب الغاز نيجيريا-المغرب. كما تفتح مبادرة المحيط الأطلسي آفاقاً جديدة للتجارة مع دول الساحل.
يؤكد العلوي أن نجاح المغرب في المستقبل يعتمد على قدرته على تعزيز تنافسيته وشفافيته واستقراره. فالمملكة تتمتع بوضع خارجي قوي وعجز جارٍ معتدل، مدعوم بتدفقات متزايدة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
توضح رؤية العلوي أن مستقبل المغرب لا يكمن في الاستجابة السريعة للتغيرات الظرفية، بل في بناء استراتيجية طويلة المدى تستند إلى مزاياه التنافسية الأساسية وموقعه الاستراتيجي كجسر بين أوروبا وأفريقيا.