يتميز المطبخ المغربي العريق بتنوع فريد من الخبز التقليدي، حيث يبرز البغرير والمسمن كأيقونتين لا يمكن تجاهلهما في التراث الغذائي المغربي. يعرف البغرير، المشهور بـ"خبز الألف ثقب"، بنسيجه الإسفنجي الخفيف وقدرته الفريدة على امتصاص العسل والزبدة البلدية الدافئة، مما يجعله عنصراً أساسياً على موائد الفطور وجلسات الشاي المغربية.
أما المسمن، فهو رقائق مربعة الشكل تُطهى حتى تكتسب لوناً ذهبياً جذاباً. يمكن تناوله ساذجاً مع العسل والزبدة، أو مع أملو، تلك الخلطة الشهية المصنوعة من زيت الأركان واللوز البلدي المحمص والعسل. ويقدم كلاهما تقليدياً مع الأتاي المغربي المميز، ليشكلا معاً جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الضيافة المغربية.
وفي الآونة الأخيرة، شهدنا محاولات غريبة لتشويه هذا الإرث الثقافي المغربي الأصيل عبر ادعاءات واهية على منصات التواصل الاجتماعي ومواقع تصنيف الطعام العالمية. هذه المحاولات، التي تفتقر إلى أبسط قواعد المصداقية والاحترام للتراث الثقافي، تعكس للأسف نمطاً متكرراً من محاولات طمس الهوية الثقافية المغربية.
"التراث الثقافي كالشجرة العميقة الجذور، لا يمكن اقتلاعها بمجرد ادعاءات عابرة."
