شهد القطاع السياحي المغربي تحولاً لافتاً مع تسجيل زيادة استثنائية في عدد السياح الصينيين بلغت 78% خلال عام 2024، حيث وصل عددهم إلى 106 ألف سائح. هذا الإنجاز يؤكد عودة هذا السوق الاستراتيجي الذي تأثر بشدة خلال جائحة كوفيد-19، ويفتح آفاقاً واعدة للمستقبل.
وتعزيزاً لهذا النمو المتسارع، تستعد شركتا طيران لتدشين رحلات مباشرة بين البلدين. فشركة "تشاينا إيسترن إيرلاينز"، عبر فرعها "شنغهاي إيرلاينز"، ستطلق خط شنغهاي-الدار البيضاء في 19 يناير، بينما ستستأنف الخطوط الملكية المغربية رحلاتها المباشرة بين الدار البيضاء وبكين في 20 يناير. كما تخطط الناقل الوطني المغربي لتوسيع شبكة رحلاته لتشمل شنغهاي وقوانغتشو، مع زيادة تدريجية في عدد الرحلات إلى بكين من ثلاث إلى سبع رحلات أسبوعياً.
ويندرج تعزيز الربط الجوي ضمن استراتيجية طموحة تهدف إلى استقطاب 500 ألف سائح صيني بحلول عام 2030. هذا الهدف يبدو واقعياً خاصة وأن الصين، بتعدادها السكاني الذي يتجاوز 1.4 مليار نسمة، تُصدّر سنوياً 100 مليون مسافر وتمثل أكبر سوق سياحي في العالم من حيث الحجم والعائدات.
ولاستقطاب هذا السوق الواعد، يكثف المكتب الوطني المغربي للسياحة جهوده الترويجية. وقد أثمر اللقاء الأخير بين وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور ونظيرها الصيني عن تشكيل فريق عمل مخصص لتطوير التبادل السياحي بين البلدين. كما سيتم تنظيم بعثات ترويجية في الصين لجذب المستثمرين وكبار الفاعلين في القطاع السياحي.
وتزداد أهمية هذه الفرص مع التوقعات التي تشير إلى أن الصينيين سيشكلون نحو 19% من إجمالي السياح الدوليين البالغ عددهم 1.32 مليار سائح بحلول عام 2030. وهي فرصة كبيرة للمغرب الذي أثبت بالفعل جاذبيته للزوار الصينيين، خاصة منذ إلغاء تأشيرة الدخول في عام 2016.